منتــديــات الــغــــــد

أهلا بكـ في منتدى الغد
نرجو أن تقضوا معنا أوقاتاً ممتعه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتــديــات الــغــــــد

أهلا بكـ في منتدى الغد
نرجو أن تقضوا معنا أوقاتاً ممتعه

منتــديــات الــغــــــد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» لاتحزني ...
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالجمعة يناير 11, 2013 5:29 pm من طرف Ooops

» لو كل الحياة ورد
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:20 am من طرف HeSo

» رسائل احترقت وترمدت
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:18 am من طرف HeSo

» حاب القلوب الخضراء
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:15 am من طرف HeSo

» نبضات خرساء....
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:08 am من طرف HeSo

» المواطن السوري
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 10:02 pm من طرف Mr.lonely

» ساعات للعالم الفهمانة
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 10:00 pm من طرف Mr.lonely

» ماذا نعني بالعقل الواعي واللاواعي
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 8:30 pm من طرف Mr.lonely

» كيف لا أشتاق لك
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 8:26 pm من طرف Mr.lonely

» حقائق لا تعلمها
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 8:26 pm من طرف Mr.lonely

» هل هناك صداقة حقيقية بين الشاب والفتاة؟؟؟!!!
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 7:17 pm من طرف Mr.lonely

» اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 7:03 pm من طرف Mr.lonely

» هل تقبل النقد؟؟؟؟؟
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 6:54 pm من طرف Mr.lonely

» بين الحنان والحنين....
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:50 pm من طرف Mr.lonely

» اذا خيروك....شو بتختار....
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:41 pm من طرف STAR OF STARS

» سؤال رياضي بحت
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 9:41 am من طرف obadov

» فراشات ضلت الطريق
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:50 am من طرف HeSo

» لن انساكي
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:48 am من طرف HeSo

» لعبة الغياب
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:43 am من طرف HeSo

» فقط ضع وزنك وراح يعطيك الرجيم المناسب واحتمال اصابتك بالسكر‎
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Emptyالخميس فبراير 11, 2010 3:59 am من طرف lolocaty

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

HeSo - 2149
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
lolocaty - 1220
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
meme - 1085
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
Le RoYaL - 950
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
Ooops - 904
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
T@0 - 865
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
Sati-Syria - 826
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
STAR OF STARS - 685
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
shadow hunter - 658
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 
Lastella - 642
نظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_rcapنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_voting_barنظرات في الهجرة النبوية الشريفة I_vote_lcap 

3 مشترك

    نظرات في الهجرة النبوية الشريفة

    avatar
    أمير
    عضو جديد
    عضو جديد


    الدولة : سوريا

    عدد المساهمات : 15

    تاريخ التسجيل : 16/11/2009

    العمر : 39

    نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Empty نظرات في الهجرة النبوية الشريفة

    مُساهمة من طرف أمير الإثنين ديسمبر 21, 2009 9:17 am

    [size=20]هجرةُ الرسول – صلَّى الله عليه و سلم – تاريخُنا:

    [b]حُقَّ للهجرة أن تكون بداء
    َةَ التاريخ الإسلامي , و حُقَّ لها أن تكون عَلَما ً على الدين الحنيف , فالصحابة الكرام لمـَّا أرادوا أن يجعلوا للأمة تأريخا ,ً لم يختاروا ميلاداً أو مناسبةً اجتماعية .. إنما اختاروا عملاً كان نقطةَ التحوُّل و الانطلاق نحو المجد و العُلا... فالهجرة هي المظهرُ العملي للإيمان .. فدين الإسلام ليس قناعةً فحسْب , بل هو قيامٌ و التزام , و ليس ثقافةً لا غير , بل هو إذعان و استسلام لرب الأكوان , و الهجرةُ بحقيقتها هي المظهر العملي لهذا الالتزام , و ذاك الإذعان ... فهي قِمَّةُ التضحية بالدنيا من أجل الآخرة , و ذروةُ إيثار الحق على الباطل .. و لولا الهجرة النبوية لما انطلقت الدعوة من أسْرِها الذي كانت تعانيه ليَعُمَّ نورُها اليوم العالمََ َ بأسره ..

    و لولا الهجرة لما قامت دولة ٌ للعرب و المسلمين امتدَّتْ فيما بعد من الصين إلى فرنسا , تبوأنا فيها ذروة الحضارة و السيادة ..

    فبالهجرة صنعْنا تاريخنا , و بتجديد الهجرة نصنع مستقبلَنا ...

    [b]نُصافحُ غيرَنا .. و لكنَّنا لا نغيِّرُ بَصََمَاتنا . . .


    * تُرى..ما هو التقويمُ المعتمد عند حضرة الله -عزَّ وجلَّ - والذي ارتضاه لعباده ؟ أهو الميلادي أم الهجري؟

    *ما بالُنا تذوبُ شخصيتُنا في شخصيتهم فنترُكَ أبرزَ معالمِ هويتِنا الإسلامية ؟؟

    *هل يحفظ – على الأقل - أبناءُ الإسلامِ أسماءَ الشهور الهجرية ؟؟

    قال الله - تعالى - : { إ ِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [التوبة : 36]

    { إن عدة الشهور }أي: المعتدُّ بها للسنة { عند الله اثنا عشر شهرا ً} أي: وهى المُحرَّم وصَفَر وربيع الأول و ربيع الثاني وجُمادى الأولْ وجُمادى الآخرة ورجب وشعبان وشهر رمضان وشوَّال وذو القِعدة وذو الحِجَّة {في كتاب الله } أي: اللوح المحفوظ { يوم خلق السماوات والأرض منها } أي من الشهور { أربعة حُرُم } أي: مُحرَّمة , هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب { ذلك الدين القيم } أي : الحساب المستقيم ....

    { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } قال قتادة : العمل الصالح أعظم أجرا ً في الأشهر الحُرُم , والظلم فيهنَّ أعظم من الظلم فيما سواهن , وإن كان الظلمُ على كل حال عظيما ً , و الظلم هنا : ارتكابُ المعاصي .

    معركةُ النور و الظلام :

    يمكنُ لك أن ترَى على جدارٍ بياضا ً جِوارَ سواد , كما يمكنُ لك أن ترَى بياضا ً يتخلَّله السواد , لكنك لم و لن ترَى نورا ً يُجاورُ ظلاما ً فضلا ًعن أن يتداخلَ معه , إذ أنَّ النورَ و الظلامَ متضادان , بينما البياضُ و السوادُ متعاكسان,ويَكمنُ الفرقُ بينهما في أنَّ االمتعاكسين يمكنُ لهما أن يجتمعا في مكان واحد , لكنَّ المتضادين يستحيلُ وجودُهما جميعا ً, إذ أنَّ وجودَ أحدِِهما يلغي وجودَ الآخر , و غيابَ أحدِهما يستلزمُ وجودَ الآخر...

    هذه تماما ً هي قصة ُ الحق و الباطل , قصةُ الخير و الشر , قصة ُ حزب الله و حزب الشيطان ..

    يقول تعالى: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال : 30]

    فأيُّ ذنبٍ فعلَ النبي - عليه أزكى صلاة و سلام - حتى مَكَرَ به هؤلاء؟!

    هم يعرفونه بصدقه و أمانته و عفّته و شريف نسبه .. يعرفون أنه ما زاد عن أنْ دعاهم إلى الله ليوحِّدوه و يعبدوه , و يعرفون أنه أمرهم بصدقِ الحديث و أداءِ الأمانة و صلةِِ الرحم و مكارمِ الأخلاق , و يعرفون أنه نهاهم عن الفواحشِِ و الظلمِِ و المنكرات , إنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءََهم ..

    [b]إذا ً لماذا عادَوه ؟ لماذا مكروا به ؟؟ لماذا أخرجوه ؟؟؟


    إنها المعركةُ الأزليةُ الأبدية .. معركةُ الحقِِّ و الباطل , معركةُ العلمِِ و الجَهل , معركةُ العقلِِ و الهوى ...

    إنها معركةُ النور و الظلام ...
    كيف لنا أن نلحقَ برَكْب المهاجرين؟


    معنى الهجرة:


    الهجرة هجرتان:


    هجرة
    ٌ بالجسم من بلد إلى بلد , وهجرةُ بالقلب إلى الله ورسوله , وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل , وهجرة الجسد تابعةٌ لها .

    *قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : (( الهجرةُ هجرتان , أحدهما أن يهجُر السيئات , والآخر أن يهاجر إلى الله ورسوله , ُولا تنقطع الهجرة ما تُقُبِّلَت التوبة , ولا تزال التوبة مقبولةٌ حتى تطلُع الشمسُ من المغرب)) . (رواه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن عَمرو)

    هذا زمان الهجرة:

    *
    قال النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : (( يُقبض العلم , و يظهر الجهل والفتن , ويَكثُر الهَرْج )) . قيل : يا رسول الله , وما الهَرْج ؟ فقال هكذا بيده , فحَرَفها كأنه يريد القتل . (رواه البخاري عن أبي هريرة)

    ( الهَرْج ) : الفتنة واختلاط الأمور .

    *قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم :

    (( العملُ في الهرج والفتنة كالهجرة إليَّ)) . (رواه أحمد عن معقل بن يسار )

    مبدأ الهجرة ومنتهاها :

    قال الله - تعالى - : { وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ }[المدّثر : 5]

    قال ابن عباس رضي الله عنه : أي : و المأثم فاهجر أي فاترك .

    فالهجرة تتضمن : (من و إلى ) ..

    فهاجر
    ْ بقلبك من محبة غير الله إلى محبته وحده ..

    ومن خوف غير
    ِه ورجائِه إلى خوف الله ورجائه والتوكُّلِِ عليه ..

    و من الجهل به و بش
    َرْعه إلى مجالس العلم به والذكر له ..

    و من الغفلة عن عظمته و شهوده إلى دوام مراقبته ..

    أصلُ الهجرة إلى الله و دوافعها :

    الهجرة إلى الله تتضمَّن هُجرانَ ما يكرهُه , وإتيانَ ما يحبُّه ويرضاه , و أصلُها الحبُّ والبغضُ ,فإنَّ المهاجرَ من شيءٍإلى شيءٍ لابدَّ أن يكون ما هاجر إليه أحبُّ إليه مما هاجر منه .

    بعيدٌ على كسلانَ أو ذي مَلالةٍ أمَّا على المشتاقِ , فهو قريبُ

    الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

    و هي سفرُ النفس في كلِّ مسألةٍ من مسائل الإيمان , ومنزلٍ من منازل القلوب , وحادثةٍ من حوادث الأحكام إلى مَعدِن الهدى ومنبعِ النور الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحى .


    فقد قال - تعالى - : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [النساء : 65]

    [b]أما الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فس
    الِكُها غريبٌ بين العباد , مستوحشٌ مما به يستأنسون , مستأنسٌ ممـَّا به يستوحشون , منفردٌ في طريق طلبه , فهو الكائنُ معهم بجسده , البائنُ منهم بمَقصِده , قعدوا عن الهجرة النبوية وهو في طلبها مشمِّر , قد رجموا فيه الظنون , وأحدقوا فيه العيون , وتربَّصوا به رَيب المنون , { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ. [التوبة : 52]..قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [الأنبياء : 112]

    الهجرة من النظريات الوَضْعية إلى الآيات الربَّانَّية:

    قال تعالى لرسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
    :

    { قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } [سبأ : 50]

    فهذا نصٌّ صريحٌ في أنَّ هُدى الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يحصُل بالوحي , فيا عجبا ً.. كيف يحصل الهُدى لغيره من الآراء والعقولِ المختلفة , والأقوالِ المضطربة , ولكن من يهدِ الله فهو المهتدِ , ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

    الهجرة إلى المعلم :

    رحلةُ العالم في طلب الازدياد من العلم :

    قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } [الكهف : 60]

    لمـَّا سمع موسى - على نبينا و عليه الصلاة و السلام - أنَّ في الأرض من هو أعلمُ منه تشوَّقت نفسُه الفاضلة وهمَّته العالية لتحصيل علمِ ما لم يعلم ْ.

    فسأل سؤال الذليل : كيف السبيل ؟ , فأُمر بالارتحالعلى كلِّ حال , وقيل له : احمل معك حوتاً مالحاً في مِكتلْ , فحيث يحيا وتَفْقِدْهُ فثَمَّ السبيل , فانطلق مع فتاه لمـَّا واتاه مجتهداً طالباً قائلاً : { لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } [الكهف : 60]

    أي دهراً طويلاً في بلوغ المعلِّم إن بَعُد..

    قال البخاريُّ – رحمه الله و رضي عنه - : ( ورَحَل جابرُ بن عبد الله - رضي الله عنه - مسيرةَ شهرٍ إلى عبدِ الله بنِ أَُنَيْس في حديثٍ واحد) ..

    كان موسى رسولاً كليماً لمَّا هاجر إلى المعلِّم , أفلا تهاجرُ أنت ؟

    إلى متى تميلُ إلى الزخارف ؟ وإلى كم ترغبُ لسماعِِ الملاهي و المعازف ؟ , أما آن لك أن تتشرَّف بصحبة سيدٍ عارف ؟ , قد قطع الخوفُ قلبَه وهو على عِلمه عاكِف , يقطع ليله قياماً ونهارَه صياماً لا يميلُ ولا آنِف , دائمَ الحزن والبكاء متفرغاً لله ومنه خائف , ومع ذلك يخشى القطيعةَ والانتقالَ إلى صعبِ المتالف , وأنتَ في غَمْرة هواكَ وعلى حُبِّ دنياك واقف ,كأني بك وقد هجم عليك الهلاك العاصف , وافترسك من بين خليلك وصديقك الموالف , وتخلَّى عنك حبيبُك وقريُبك ومن هو عليك عاطف , لا يستطيعون ردَّ ما نزل بك و ليس له كاشف , وقد نزلْتَ بفِناءِ من له الرحمةُ والإحسانُ واللطائف , فلو عاتبك لكان عَتبُه على نفسك من أخوف المخاوف , وإن ناقشك في الحساب فأنت تالف ..


    يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته ؟ أتطلبُ الرِبح فيما فيه خُسران ؟


    يا عامراً لخراب الــدار مجتهداً بالله ..هلْ لخراب العمر عُمران ؟

    ويا حريصاً على الأموال تجمعـها أنسيتَ أنَّ سرورَ المال أحزانُ ؟

    ويا أخا الجهل لو أصبحتَ في لُجَجٍ فأنت ما بينها لا شكَّ ظمــآنُ

    دعِ التكاسلَ في الخيرات تطلُبهـا فليس يَسعَد بالخيرات كسـلان

    واشدُدْ يديك بحبل الله معتصـماً فإنه الركن إن خانتك أركـانُ

    منِ استعــان بغير الله في طلبٍ فإنَّ ناصـرَهُ عجزٌ وخُـذلانُ

    كلُّ الذنــوبِ فإنَّ الله يغفرها إنْ شيَّعَ المرءَ إخلاصُ وإيمـانُ

    وكلُّ كسرٍ فإنّ الدينَ يجبـِـرُهُ وما لكسرِ قنـاةِ الدين جُبران

    هجرة أهل المعاصي و صحبة الشر :


    قال الله – تعالى -: { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } . [المزّمِّل : 0 1]

    أما كيفية الهَجرِ فتتوقفُ على صلابةِ إيمان المسلم وعلمه و حالِه ,

    فإن كان في مقام الدعوة , فهَجرُه إنما يكون بقلبه لا بجسده ,فقد أُمِرَ عليه الصلاة والسلام بالصفح والهجر الجميل , ففهم الهجرَ الجميل أن يخالطَهم في أنْديتهم , ويحيَّيهم ويُدانيهم , و لا يُداهنَهم و لا يتأثَّر بفعلهم أو معتقدهم , فكان فاعلاً لا مفعولاً .

    *قال النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : (( المؤمنُ الذي يخالط الناس ويصبرُ على أذاهم , أعظم أجراً من الذي لا يخالطُهم ولا يصبر على أذاهم )) . (رواه أحمد عن ابن عمر)

    [b]فاعتزِلْ و اهْجُرْ الشرَّ وأهلَه بقلبك وعملك , و إن كنت بين أظهرهم .


    فإذا لم تقدرْ أن تغيِّر َالمنكر فعليك أن تهجُرَه , قال الله - تعالى - : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [الأنعام : 68]

    و اعلم إن النهيَ عن المنكر فرضٌ لمن أطاقه وأمِنَ الضررَ على نفسه , فإن خافَ فلينكرْ بقلبه ويهجُرْ ذاك المنكرَ ولا يخالطه .

    ثم اعلم أنه ليس من شرط الناهي أن يكون سليماً عن معصية بل ينهى العصاةُ بعضُهم بعضاً .

    و لا بدَّ لكلِّ مهاجرٍ من زادٍ يُبلِّغُه و مَركِبٍٍ يَحمله و رفيقٍ يُؤنسه

    أما الزاد
    : فهو العلمُ الموروثُ من خاتَم الأنبياء صلى الله عليه وسلم , ولا زاد له سواه ..

    وأما المركب
    : فصدقُ اللجوء إلى الله , والانقطاع إليه بكلِّيته وتحقيق الافتقار إليه..

    [b]و أما الرفيق
    :فهو القرين الصالح الذي إنْ نسيْتَ ذكَّرك وإن ذكرْتَ أعانك..

    فإنَّ القلب لمـَّا تحوَّل لهذا السفر طلب رفيقا ًيأنَسُ به في السفر , فلا يجدُ حولَه إلا معارضا ً مناقضا ً, أو لائما ً بالتأنيب مصرِّحا ً, أو فارغا ً مُعرضا ً, وليتَ كلَّ ما ترى هكذا , فلقد أحسنَ إليك هذا المعرض إذْ لم يطرح شرَّه عليك كما قال القائل :

    إنـَّا لفي زمنٍ تــــركُ القبيح به من أكثر الناس , إحسانٌ وإجمالُ

    ولا ينبغي أن يتوقَّف العبد في سيره على هذه الغنيمة بل يسير و لو وحيدا ً غريبا ً, فانفراد العبد في طريق طلبه دليلٌ على صدق المحبة لما يطلب .


    و ملـاك ُ الأمرِ كلِّهِ : هو دوامُ التفكُّرِ وتدبُّرِ آيات الله , حيث تستولي على الفكر وتَشغل القلب , فإذا صارت معاني القرآن مكانَ الخواطر من قلبه , وصار للقرآن التصرف , وصار هو الأمير المطاع أمره , فحينئذٍ يستقيم له سيرَه , ويتَّضح له الطريقُ , وتراه ساكنا ًو هو يباري الريح ,كما قال - عز و جل - : { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [النمل : 88]

    طبيعة النُّصرة الإلهية للنبيِّ صلى الله عليه و سلم :


    نصر الله نبيَّه بالسَّكِِينة التي أُنزلت عَقِب الحلولِ في الغار , فكانت نصراً نفسانياً , وإنما كان التأييدُ بجنودٍ لم يروها نصراً جُثمانياً .

    أما الجنود فهم الملائكةُ الذين ألقَوا الحيرةَ في نفوس المشركين , فصرفوهم عن استقصاءِ البحث عن النبيِّ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم صلى الله عليه وسلم , وإكثارِ الطلب وراءَه والرصْدِِ له في الطُرُق المؤدية والسبل الموصلة , لا سيَّما ومن الظاهر أنه قصَدَ يثربَ مُهاجَرَ أصحابه , ومدينةَ أنصاره , فكان سهلاً عليهم أن يَرصُدوا له الطُرُق َ, و لكنْ .... إذا كان الله معك فمن عليك ؟؟

    و هل تعل
    َّم مُسلمو اليومِ حقيقةَ التوكل؟

    إنَّ من أجلِّ العِبَرِ التي تُؤخذ من قصة الهجرة , أنَّ حقيقةَ التوكل , أخذٌ بكلِّ الأسباب , ثم توكيل لربِّ الأرباب .

    فقد وضع النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم خِطة ً محكمة ً لهجرته , (1) حيث كَتَم تحرُّكَه و وِجهتَه , فلم يعلمْ بخروج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أحدٌ إلا عليُّ بنُ أبي طالب وأبو بكر الصديق وآلُ أبي بكر, (2) و استأجر عبدَ الله بنَ أُريقط دليلا ً للطريق , و كان ذا أمانة و كفاءة عالية , (3) و اختار غارَ ثَوْرٍ الذي يقع جنوبَ مكةَ تضليلا ً للمطاردين باتجاه الشمال , (4) و حدَّد لكل شخصٍِ مُهمةً أناطها به , فجعل واحدا ً - هو عبدُ الله بنُ أبي بكر - لتقصِّي الأخبار , و آخرَ لمحوِ الآثار - إذ أمر الصِّدِّيقُ عامرَ بنَ فَهِيرة مولاه أن يرعى غنمَه نهارَه ثم يُريحُها عليهما يأتيهما إذا أمسى في الغار - و ثالثا ً - و هي أسماء بنت أبي بكر - لإيصال الزاد , (5) و كلَّف سيدَنا عليا ً- كرم الله وجهه و رضي عنه -أن يرتديَ بُردَه – صلى الله عليه و سلم - و يتغطَّى على سريرِه تمويها ً على المحاصرين الذين صمَّموا على قتله صلى الله عليه و سلم .. فهل كانت هذه التدابيرُ الدقيقةُ نابعة ً عن خوفٍٍ منه صلى الله عليه و سلم ؟ حاشا لله أن يكون ذلك ممن علَّم الأبطالَ الشجاعةَ و البطولة َ, بدليل ما كان من طمأنينته حينما وصل المطاردون الغار َ, و تحلِّقوا حولَه بحيث لو نظر أحدُهم إلى موطِىء قدمه لرآهما , فما زاد على أن قال لصاحبه : { لا تحزن إن الله معنا } , يا أبا بكر , ما ظنَّك باثنين اللهُ ثالِثُهما ؟؟

    لقد أخذ صلى الله عليه و سلم كلَّ التدابيرَ و الاحتياطيات , ثم فوَّض أمرَه إلى رب الأرض و السموات .

    و هذه هي حقيقة التوكُّل على الله - جل و علا - .


    قال صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم : ((من انقطع إلى الله عز وجل , كفاه الله تعالى كلَّ مؤونةٍ , ورزقه من حيث لا يحتسب , ومن انقطع إلى الدنيا وكَلَه الله إليها )) . ( رواه الطبراني في الأوسط عن عمران بن الحُصين)

    و حينما فهم المسلمون الأُوَلُ التوكلَ هذا الفهمَ الصحيح , رفرفت راياتُهم في مشارق الأرض و مغاربها , و استحقُّوا بهذا قيادةَ العالم .

    هذه سنة الله .. و لن تجدَ لسنةِ الله تبديلا ً و لن تجدَ لسنةِ الله تحويلا ً .

    ليسوا سواءً .. هم درجاتٌ عند الله ...


    قال - تعالى -:َ{ وَ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة : 100]

    السابقون ..قوم ٌأهملوا أنفسَهم , و اتَّجهوا بكليتهم إلى الله .. و هم أناسٌ عَرَضَت لهم الدنيا بزينتها فأعرضوا عنها بقلوبهم , و اتجهوا إلى الله خشيةً و مهابةً , ملؤوا قلوبَهم بالله وحده , لم يَشغَلوا قلوبَهم بدنيا و لا بأهلٍ و لا بولدٍٍ , و لكن أعطَوا الكلَّ لله , فأعطاهم الله الكلَّّ , علموا علمَ اليقين أنَّ ما عند الله باقٍ , و ما عند الناس فانٍ , الناس في حالٍ و هم في حالٍٍ , كان إمامُهم في السبق سيدَ الأولين و الآخرين , من بعثه الله بعد مئةٍ و أربعةٍ و عشرين ألفِ نبي فكان أولهَم و سابقَهم ..

    من كلام سماحة شيخنا الدكتور رجب ديب حفظه الله

    *قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم : (( أتدرون من السابقون إلى ظل الله عز وجل يوم القيامة ))؟ قالوا : الله و رسوله أعلم , قال : (( الذين إذا أُعطوا الحقَّ قَبِلوه , وإذا سُئلوه بذلوه , وحكموا للناس كحُكمهم لأنفسهم )) (رواه أحمد عن عائشة)

    ]كن مشعلا في جُنح ليلٍ حالـكٍ تهَدي الأنامَ إلى الهدى و تُـبَـِّينُ

    و انشَط لدينك لا تكنْ متكاسلاً و اعملْ على تحريك ما هو ساكن


    أركان النهضة :


    كان أولَ ما ابتدأ به النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم وصولَه المدينةَ المنورة أنْ بنى مسجدا ً ليكون مدرسةً يربِّي فيها تلامذتَه - رضوان الله عليهم - , و يسلكَ بهم سبيلَ العزِّ و الكرامةِ في الدنيا , و الفوزِِ و الفلاحِ في الآخرة , فعمل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم بنفسه في البناء ليُرغِّب المسلمين في العمل فيه , فعمل فيه المهاجرون والأنصار ودَأبوا فيه , فقال قائل من المسلمين :

    ]لئن
    ْ قعدْْنا والنبي يعملُفذاك منا العملُ المضَلِّل

    و كان أولُ درسٍ بدأ به في سلوكهم هو الأُخوةَ في الله - عز و جل - , فقال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : (( تآخُوا في الله أخَوين أخَوين )) , ثم أخذ بيد عليِّ بنِ أبي طالب فقال : (( هذا أخي )) .. فكان صلى الله عليه و سلم أولَ عاملٍ بما يقول .

    كان هذان العاملان (المعلِّم في المسجد و الأخوة الإيمانية ) حجرَ الأساس في بناء صرحٍ إسلاميِّ شامخ , سادَ المسلمون فيه العالمَ بأسره قروناً طويلة ... و لن يصلحَ أمرُ آخرِ هذه الأمةِ إلا بما صَلح به أولُها...

    حبُّ الأنصار :

    قال - تعالى - : { وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .[الحشر : 9]

    أحبُّوه و ما رأَوه بعدُ :


    قالت الأنصار : لمـَّا سمعنا بمَخْرِج رسول الله -صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم - من مكة ,كنا نخرج إذا صلينا الصبحَ ننتظرُ رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم , فوَ الله ما نبرحُ حتى تغلِِبُنا الشمسُ على الظلال , فإذا لم نجد ظلاً دخلنا , وذلك في أيامٍ حارةٍٍ .


    [b]حتى قال قائلُهم ذاكراً ما أكرمهم الله - تبارك وتعالى - به من الإسلام وما خصَّهم الله به من نزول رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم :


    ثوى في قريش بضعَ عشرةِ حِِجةِ يُذكِّرُ , لو يلقى صديقًا مواتيا

    ويعرضُ في أهل المواسم نفــســــــــَه فلم يرَ من يؤوي ولم يرَ داعيـــــا

    فلمَّا أتانا أظهر اللـــــــه دينَــــــــــــــــه فأصبح مسروراً بطيبةَ راضيا

    وألفى صديقاً واطمأنت به النوى وكــــان له عوناً من اللـــــه باديا

    فأصبح لا يخشى من الناس واحدا ً قريباً ولا يخشى من الناس نائيا

    بذلنا له الأمـــــــوالَ من حِلِّ مالِنا وأنفسِِنا عند الوغى والتآسيـــا

    نعادي الذي عادى من الناس كلِهم جميعاً وإن كان الحبيبَ المصافيا

    مشهد في حبِّ و توقير الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم :


    قال أبو أيوبٍ الأنصاريُّّ رضي الله عنه : لما نزل عليَّ رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم في بيتي , نزل في السُّفل وأنا وأمُّ أيوبٍ في العُلْوِ , فقلتُ له : يا نبيِّ الله بأبي أنت وأمي إني لأكره وأُعظِمُ أن أكون فوقَك وتكونَ تحتي , فاظهر أنت فكن في العُلْْوِ وننزلُ نحن فنكون في السُّفل فقال : ((يا أبا أيوب إنَّ أرفقُ بنا وبمن يغشانا أن نكون في سُفلِ البيت )) , قال : فكان رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم في سُفله , وكنا فوقَه في المسكن فلقد انكسر إناءٌ لنا فيه ماء , فقمت أنا وأم أيوب بقَطِيفَةٍ لنا ما لنا لِحافٌ غيرُها نُنْشِفْ بها الماءَ تخوفاً أن يَقْطُرَ على رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم منه شيءٌ فيؤذيه .

    و قال رضي الله عنه: وكنا نصنع له العَشاءَ ثم نبعث به إليه , فإذا ردَّ علينا فضلَه تيمَّمتُ أنا وأمُّ أيوب موضعَ يدِه , فأكلنا منه , نبتغي بذلك البركة .

    أبو بكر ... الحبيب اللبيب ...


    وهل يُتَمُّ الحديثُ عن الهجرة دون ذكر الرفيق الشفيق أبي يكرٍ العتيق؟

    ثناء الله - جل جلاله - على الصدِّيق رضي الله عنه:

    قال – تعالى- : {إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة : 40]

    *أخرج الله أبا بكر بهذه الآية من المعاتبة التي في قوله : { إلا تنصروه } إذ أنه كان أول من نصره حينئذ , فعن عليٍّ - كرَّم اللهُ تعالى وجهَه - أنه قال :(إنَّ الله تعالى ذمَّ الناس كلَّهم , ومدحَ أبا بكر رضي الله) ( أخرجه ابن عساكر)

    *وحقَّق الله تعالى له رضي الله عنه وصفَ الصحبةِ في كتابه العزيز في قوله:

    { إذ يقول لصاحبه }

    أما معنى { إن الله معنا }على ما قال ابن عطاء : إنه معنا في الأزل حيث وصل بيننا بوصلة الصحبة ,وأثرُ هذه المعية قد ظهر في الدنيا والآخرة , فلم يفارقه حياً ولا ميتاً رضي الله عنه .

    قال الليث بن سعد : ما صحب الأنبياءَ - عليهم السلام - مثلُ أبي بكر الصديق .

    ثناء النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و على الصدِّيق رضي الله عنه:

    *قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم لأبي بكر - رضي الله تعالى - عنه : (( أنت صاحبي في الغار , وأنت معي على الحوض )) .

    (رواه الدارقطني وابن مردويه و ابن عساكرعن أبي هريرة)

    *قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم لحسان بن ثابت : (( هل قلتَ في أبي بكر شيئاً ؟)) , قال : نعم قال : (( قل وأنا أسمع )) , فقال حسان - رضي الله تعالى - عنه :

    وثاني اثنين في الغار المنيف وقـد طاف العدوُّ به إذ صاعد الجبلا

    وكان حِبَّ رسول الله قد علموا من البريِّـةِ لم يَعدِل بـه رجلا

    فضحك رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم حتى بدت نواجذه ثمقال : ((صدقْتَ يا حسان , هو كما قلت )) (ابن عساكر وابن عدي)

    حرصُه رضي الله عنه على الصحبة و استعداده لها:

    كان أبو بكر كثيراً ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم في الهجرة , فيقولُ له رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم : (( لا تعجل ..لعل الله يجعل لك صاحباً )) فيطمع أبو بكر أن يكونه .

    و لما قال له رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم : (( إنَّ الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )) , فقال أبو بكر : الصحبةَ يا رسول الله , قال : ((الصحبة )) ...

    قالت عائشة : فو الله ما شعرتُ قطُّ قبل ذلك اليوم أنَّ أحداُ يبكي من الفرح حتى رأيتُ أبا بكر يبكي يومئذ , ثم قال : يا نبيَّ الله إنَّ هاتين راحلتان قد كنت أعددتُهما لهذا ..

    فداؤه للنبي صلى الله عليه و سلم بماله و نفسه :

    *لمـَّا خرج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم وخرج أبو بكر معه , احتمل أبو بكر مالَه كلَّه و معه خمسةُ آلافِ درهمَ أو ستةُ آلافٍ , فانطلق بها معه .

    *و أخرج البيهقي في الدلائل وابنُ عساكر أنَّه لمـَّا خرج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم مهاجراً تبعه أبو بكر فجعل يمشي مرةً أمامه , ومرةً خلفه , ومرةً عن يمينه , ومرةً عن يساره , فقال له رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :(( ما هذا يا أبا بكر ؟ )) , فقال : يا رسول الله أذكرُ الرَّصَدَ فأكون أماَمك , واذكر الطلبَ فأكون خلفك ,ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك و في رواية :* أريد أن يكون جسمي لجسمك وقاء و روحي لروحك فداء*, فمشى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حَفِيَت رجلاه , فلمَّا رأى ذلك أبو بكر حملَه على كاهله وجعل يشتدُّ به حتى أتى فمَ الغار , فأنزله ثم قال : والذي بعثك بالحقِّ لا تدخلْ حتى أدخله , فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك , فدخل فلم يرَ شيئاً , فحمله فأدخله , وكان في الغار خَرْقٌ فيه حيَّات وأفاعي , فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيءٌ يؤذي رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم , فألقمه قدمَه فجعلن يضربنَه ويلسعْنَه , وجعلت دموعُه تنحدر , وهو لا يرفع قدمَه حباً لرسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم ...

    فناؤه في حبيبه :

    فائدة بكل خيرٍ عائدة : ذكرها العلَّامة الآلوسي في تفسيره (روح المعاني) :

    إن الضمير في قوله تعالى : { فأنزل الله سكينته عليه } إنْ كان للصاحب فالأمر ظاهر , وإن كان للنبي عليه الصلاة والسلام فيقال : إن في ذلك إشارة إلى مقام الفناء في الشيخ ., إذ أُنزلت السكينةُ عليه صلى الله عليه و سلم لتسكين قلبِ الصديق رضي الله تعالى عنه , و إذهاب الحزن عنه بطريق الانعكاس والإشراق , ولو أُنزلت على الصديق بغير واسطة لذاب لها لعِظَمِها فكأنه قيل : أنزل سكينة َصاحبِه -الصدِّيق - عليه صلى الله عليه و سلم .

    شفقته على النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :في الغار :{ إذ يقول لصاحبه لا تحزن } إنَّ حزنَ الصدِِّيق إنما كان خوفاً على النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أن يصلَ إليه ضررٌ ,و لم يكنْ النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم في ذلك الوقت معصوماً من القتل وإنما نزل عليه { والله يعصمك من الناس } بعد ذلك

    عند الوصول
    إلى المدينة : قالت الأنصار : أكثرُنا لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و وسلم من قبل , و كان الناس لا يعرفونه من أبي بكر حتى زال الظلُّ عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم , فقام أبو بكر فأظلَّه بردائه فعرفناه عند ذلك ..

    سورة يس . . . . أمان الخائفين . .

    قال الرسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم: ((إن في القرآن لسورةً تشفع لقارئها ويُغفر لمستمعها ألا وهي سورة يس , تُدعى في التوراة المُعمِّة )) , قيل: يا رسول الله , وما المُعمَّة ؟ قال: ((تَعُمُّ صاحَبها بخير الدنيا , وتدفع عنه أهاويلَ الآخرة , وتدعى الدافعة والقاضية)) قيل : يا رسول الله , وكيف ذلك؟ قال: ((تدفع عن صاحبها كلَّ سوء وتقضي له كل حاجة)) .

    (أخرجه الترمذي الحكيم في النوادر من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مسندا)

    قال ابن عباس: من قرأ "يس" حين يصبح أُعطي يُسرَ يومِه حتى يمسي , ومن قرأها في صدْرِ ليلته أُعطي يُسرَ ليلته حتى يصبح , و رُوي ذلك مرفوعاُ إلى النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .

    خرج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم على صناديد قريش يومَ الهجرة فأخذ حِفنةً
    shadow hunter
    shadow hunter
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    الدولة : سوريا

    عدد المساهمات : 658

    تاريخ التسجيل : 05/08/2009

    العمر : 36

    نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Empty رد: نظرات في الهجرة النبوية الشريفة

    مُساهمة من طرف shadow hunter الإثنين ديسمبر 21, 2009 7:20 pm

    والله الموضوع كتير حلو بس الخط زغير وصارو عيوني يوجعوني مشان هيك ما كملتو بس بدي ارجع انسخو وكملو لانو حلو
    الله يعطيك العافية
    Mr.lonely
    Mr.lonely
    مشرف
    مشرف


    الدولة : سوريا

    عدد المساهمات : 478

    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    العمر : 34

    الموقع : Syria-Damascus

    نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Empty رد: نظرات في الهجرة النبوية الشريفة

    مُساهمة من طرف Mr.lonely الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 4:29 am

    مشكـــــــــــــور على جهدك
    avatar
    أمير
    عضو جديد
    عضو جديد


    الدولة : سوريا

    عدد المساهمات : 15

    تاريخ التسجيل : 16/11/2009

    العمر : 39

    نظرات في الهجرة النبوية الشريفة Empty رد: نظرات في الهجرة النبوية الشريفة

    مُساهمة من طرف أمير الأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:21 am

    لا تؤاخذوني على صغر الخط , سوف أعيد تنزيل الموضوع بشكل أفضل

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 3:07 pm