تبعاً لتصنيفها الائتماني وأوضاعها الاقتصادية .. 5 دول تثير فزع المستثمرين

الخليج - إعداد: أحمد بشير /

في الوقت الذي يزداد فيه عجز موازنة الولايات المتحدة لا يوجد قلق بالغ وسط حاملي سندات الخزينة الأمريكية من احتمال ألا تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه حاملي هذه السندات . وعلى الرغم من أن الإنفاق الفيدرالي الأمريكي كان يستهلك 27،2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام ،2009 تحتفظ الولايات المتحدة بتصنيفها الممتاز (AAA) من وكالة موديز الخاصة بخدمات التصنيف الائتماني .
يقول المحلل ماثيو بانديك في مقالة له نشرتها “يو إس نيوز” إن ما يقال عن الولايات المتحدة لا يمكن قوله عن دول كثيرة من الدول النامية والمتقدمة حيث يتأثر التصنيف الائتماني لهذه الدول نتيجة التبذير المالي والتأثر بالأزمة الاقتصادية . ويضيف أن التباطؤ الاقتصادي جعل المستثمرين في العالم يشعرون بقلق مطرد من اقتراب هذه الدول من الافلاس الأمر الذي أدى إلى زيادة كلفة التأمين على الديون السيادية .
ويوضح بانديك بأن هذه الخطورة خضعت للقياس من خلال بيانات وفرتها شركة المعلومات المالية “ماركت” التي توفر تسعيراً يومياً بشأن مبادلات الائتمان التقصير وهي عقود بين طرفين تعطي نوعاً من التأمين على ديون الشركات والحكومات .
وقد أعدت وكالة التصنيف “موديز” قائمة بالدول التي يغلف توقعات ديونها السيادية شك، حيث زادت كلفة مبادلات الائتمان التقصير المتعلقة بها خلال الشهور الثلاثة الماضية . وينظر المستثمرون إلى الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول على أنها رهانات محفوفة بالمخاطر على نحو مطرد . وفيما يلي قائمة تضم 5 دول هي:

1- اليونان: اسهمت مشاكل اليونان الاقتصادية في اقصاء حزب الديمقراطية الجديدة وهو من أحزاب يمين الوسط في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن ظل في الحكم لمدة خمس سنوات . وتقول “يو اس نيوز” إن الأوضاع ساءت في اليونان في وقت لاحق من ذلك الشهر، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية ان عجز اليونان المالي بلغ 14 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي، وهو ما يصل إلى حوالي ضعف الاحصائيات التي أوردتها الحكومة اليونانية . وبعد شهرين خفضت موديز دين اليونان إلى الفئة A2 ومن المحتمل ان تخفضه مجدداً بما أن تقييم الوكالة لتوقعات الخاصة باليونان سلبي .

2- البرتغال: تفكر مدن برتغالية كثيرة في هدم ملاعب كرة القدم المقامة في هذه الدولة العاشقة لكرة القدم واستبدالها بمشاريع تجارية يمكن أن تدر المزيد من الايرادات . وتُقدر المفوضية الأوروبية عجز البرتغال ب 8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي . وقد زادت “موديز” المخاوف من احتمال أن يكون اقتصاد البرتغال كما هي الحال بالنسبة لليونان في حالة “موت بطيء” على الرغم من أن وكالة موديز تقول إن وضع البرتغال المالي ليس في درجة سوء وضع اليونان المالي .

3- جمايكا: انهار اقتصاد هايتي عملياً بفعل الزلزال المدمر وهذا وضع يجعل اقتصاد جارتها جمايكا يبدو طبيعياً . ولكن المحلل مانديك يرى أنه في حال استبعاد المعايير الكارثية، فإن اقتصاد جمايكا يعاني من عدد من أسوأ المشاكل الاقتصادية في العالم . وتعطي موديز ديون جمايكا السيادية التصنيف Caa1 وهو واحد من أدنى التصنيفات . وقد ظلت حكومة جمايكا التي تعاني من تدني الايرادات بسبب الركود تحاول الحصول على قرض قدره 1،3 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، ويمكن لمثل ذلك العون ان يمثل المطلوب تماماً لإيقاف تفاقم مخاوف المستثمرين إزاء أوضاع جمايكا المالية .

4- إيرلندا: كانت ايرلندا واحدة من أكبر قصص النجاح الاقتصادي خلال العقود القليلة الماضية، ولكن وكمال قال وزير المالية الإيرلندي برايان لينيهان ان الفترة من منتصف 2008 حتى نهاية 2009 كانت فترة “غم اقتصادي قاسٍ” . وكما حدث في الولايات المتحدة، كانت لإيرلندا فقاعة إسكان وانفجرت وانخفض إجمالي ناتج ايرلندا المحلي بنسبة 7،5 في المائة في 2009 . وفي الصيف الماضي خفضت موديز تصنيف ايرلندا إلى Aa1 ويعني ذلك ان ايرلندا لايزال لديها مستوى “جيد للغاية” من الملاءة .

5- فيتنام: كما هي الحال بالنسبة لكثير من الدول النامية، نما اقتصاد فيتنام على الرغم من الأزمة المالية . ولكن نمو فيتنام تباطأ في 2009 وارتفع اجمالي ناتجها المحلي بنسبة 5،32 في المائة مقارنة ب 6،18 في المائة في 2008 . ولا يزال ضعف البنية التحتية في فيتنام مستمراً على الرغم من الاصلاحات التي تحققت . وتصنِّف وكالة تصنيف التأمين “إيه .إم/بست” الدول إلى خمسة مستويات بالنسبة للمخاطر التي تواجه شركات التأمين جراء أنظمة الدول الاقتصادية والسياسية والمالية . وتضع “إيه .إم .بست” فيتنام في المستوى الأشد خطورة .
وعلى سبيل المثال، ان كلفة تأمين 10 ملايين دولار من دين فيتنام السيادي لمدة خمس سنوات تبلغ 240،000 دولار .