منتــديــات الــغــــــد

أهلا بكـ في منتدى الغد
نرجو أن تقضوا معنا أوقاتاً ممتعه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتــديــات الــغــــــد

أهلا بكـ في منتدى الغد
نرجو أن تقضوا معنا أوقاتاً ممتعه

منتــديــات الــغــــــد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» لاتحزني ...
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالجمعة يناير 11, 2013 5:29 pm من طرف Ooops

» لو كل الحياة ورد
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:20 am من طرف HeSo

» رسائل احترقت وترمدت
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:18 am من طرف HeSo

» حاب القلوب الخضراء
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:15 am من طرف HeSo

» نبضات خرساء....
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالجمعة فبراير 12, 2010 5:08 am من طرف HeSo

» المواطن السوري
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 10:02 pm من طرف Mr.lonely

» ساعات للعالم الفهمانة
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 10:00 pm من طرف Mr.lonely

» ماذا نعني بالعقل الواعي واللاواعي
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 8:30 pm من طرف Mr.lonely

» كيف لا أشتاق لك
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 8:26 pm من طرف Mr.lonely

» حقائق لا تعلمها
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 8:26 pm من طرف Mr.lonely

» هل هناك صداقة حقيقية بين الشاب والفتاة؟؟؟!!!
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 7:17 pm من طرف Mr.lonely

» اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 7:03 pm من طرف Mr.lonely

» هل تقبل النقد؟؟؟؟؟
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 6:54 pm من طرف Mr.lonely

» بين الحنان والحنين....
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:50 pm من طرف Mr.lonely

» اذا خيروك....شو بتختار....
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:41 pm من طرف STAR OF STARS

» سؤال رياضي بحت
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 9:41 am من طرف obadov

» فراشات ضلت الطريق
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:50 am من طرف HeSo

» لن انساكي
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:48 am من طرف HeSo

» لعبة الغياب
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 5:43 am من طرف HeSo

» فقط ضع وزنك وراح يعطيك الرجيم المناسب واحتمال اصابتك بالسكر‎
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Emptyالخميس فبراير 11, 2010 3:59 am من طرف lolocaty

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

HeSo - 2149
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
lolocaty - 1220
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
meme - 1085
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
Le RoYaL - 950
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
Ooops - 904
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
T@0 - 865
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
Sati-Syria - 826
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
STAR OF STARS - 685
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
shadow hunter - 658
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 
Lastella - 642
الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_rcapالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_voting_barالطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 I_vote_lcap 

    الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3

    lolocaty
    lolocaty
    عضو نشيط جدا
    عضو نشيط جدا


    الدولة : سوريا

    عدد المساهمات : 1220

    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3 Empty الطب النبوي (هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي)3

    مُساهمة من طرف lolocaty الأربعاء نوفمبر 04, 2009 9:59 am


    فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الصرع


    أخرجا في الصحيحين من حديث عطاء بن أبي رباح، قال‏:‏ قال ابن عباس‏:‏ ألا أريك امرأة من أهل الجنة‏؟‏ قلت‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ هذه المرأة السوداء، أتت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت‏:‏ إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، فقال‏:‏ ‏(‏إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شيءت دعوت الله لك أن يعافيك، فقالت‏:‏ أصبر‏.‏ قالت‏:‏ فإني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها‏)‏‏.‏
    قلت‏:‏ الصرع صرعان‏:‏ صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة‏.‏
    والثاني‏:‏ هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه‏.‏
    وأما صرع الأرواح، فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به، ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع، وقال‏:‏ هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة‏.‏ وأما الصرع الذي يكون من الأرواح، فلا ينفع فيه هذا العلاج‏.‏
    وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط، هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها‏.‏
    وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع‏:‏ المرض الإلهي، وقالوا‏:‏ إنه من الأرواح، وأما جالينوس وغيره، فتأولوا عليهم هذه التسمية، وقالوا‏:‏ إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس، فنضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ‏.‏
    هذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها، وتأثيراتها، وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده‏.‏ ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم‏.‏
    علاج هذا النوع يكون بأمرين‏:‏ أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه، وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين‏:‏ أن يكون السلاح صحيحًا في نفسه جيدًا، وأن يكون الساعد قويًا، فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعًا‏:‏ يكون القلب خرابًا من التوحيد، والتوكل، والتقوى، والتوجه، ولا سلاح له‏.‏
    الثاني‏:‏ من جهة المعالج، بأن يكون فيه هذان الأمران أيضًا، حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله‏:‏ اخرج منه‏.‏ أو بقول‏:‏ بسم الله أو بقول لا حول ولا قوة إلا بالله، والنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقول‏:‏ ‏(‏اخرج عدو الله أنا رسول الله‏)‏‏.‏
    وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه، ويقول‏:‏ قال لك الشيخ‏:‏ اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب، فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارًا‏.‏
    وكان كثيرًا ما يقرأ في أذن المصروع‏:‏ ‏{‏أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 115‏]‏‏.‏
    وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع، فقالت الروح‏:‏ نعم، ومد بها صوته‏.‏ قال‏:‏ فأخذت له عصا، وضربته بها في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب،، ولم يشك الحاضرون أنه يموت لذلك الضرب‏.‏ ففي أثناء الضرب قالت‏:‏ أنا أحبه، فقلت لها‏:‏ هو لا يحبك، قالت‏:‏ أنا أريد أن أحج به، فقلت لها‏:‏ هو لا يريد أن يحج معك، فقالت‏:‏ أنا أدعه كرامة لك، قال‏:‏ قلت‏:‏ لا ولكن طاعة لله ولرسوله، قالت‏:‏ فأنا أخرج منه، قال‏:‏ فقعد المصروع يلتفت يمينًا وشمالًا، وقال‏:‏ ما جاء بي إلى حضرة الشيخ، قالوا له‏:‏ وهذا الضرب كله‏؟‏ فقال‏:‏ وعلى أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب، ولم يشعر بأنه وقع به ضرب البتة‏.‏ وكان يعالج بآية الكرسي، وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع ومن يعالجه بها، وبقراءة المعوذتين‏.‏
    وبالجملة فهذا النوع من الصرع، وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم، وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر، والتعاويذ، والتحصنات النبوية والايمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عريانًا فيؤثر فيه هذا‏.‏ ولو كشف الغطاء، لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى هذه الأرواح الخبيثة، وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت، ولا يمكنها الإمتناع عنها ولا مخالفتها، وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة، وبالله المستعان‏.‏
    وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل، وأن تكون الجنة والنار نصب عينيه وقبلة قلبه، ويستحضر أهل الدنيا، وحلول المثلات والآفات بهم، ووقوعها خلال ديارهم كمواقع القطر، وهم صرعى لا يفيقون، وما أشد داء هذا الصرع، ولكن لما عمت البلية به بحيث لا يرى إلا مصروعًا، لم يصر مستغربًا ولا مستنكرًا، بل صار لكثرة المصروعين عين المستنكر المستغرب خلافه‏.‏
    فإذا أراد الله بعبد خيرًا أفاق من هذه الصرعة، ونظر إلى أبناء الدنيا مصروعين حوله يمينًا وشمالًا على اختلاف طبقاتهم، فمنهم من أطبق به الجنون، ومنهم من يفيق أحيانًا قليلة، ويعود إلى جنونه، ومنهم من يفيق مرة، ويجن أخرى، فإذا أفاق عمل عمل أهل الإفاقة والعقل، ثم يعاوده الصرع فيقع في التخبط‏.‏


    فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج عرق النسا


    روى ابن ماجه في سننه من حديث محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال‏:‏ سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء‏)‏‏.‏
    عرق النساء‏:‏ وجع يبتدئ من مفصل الورك، وينزل من خلف على الفخذ، وربما على الكعب، وكلما طالت مدته، زاد نزوله، وتهزل معه الرجل والفخذ، وهذا الحديث فيه معنى لغوي، ومعنى طبي‏.‏ فأما المعنى اللغوي، فدليل على جواز تسمية هذا المرض بعرق النسا خلافًا لمن منع هذه التسمية، وقال‏:‏ النسا هو العرق نفسه، فيكون من باب إضافة الشيء إلى نفسه، وهو ممتنع وجواب هذا القائل من وجهين‏.‏ أحدهما‏:‏ أن العرق أعم من النسا، فهو من باب إضافة العام إلى الخاص نحو‏:‏ كل الدراهم أو بعضها‏.‏
    الثاني‏:‏ أن النسا‏:‏ هو المرض الحال بالعرق، والإضافة فيه من باب إضافة الشيء إلى محله وموضعه‏.‏ قيل‏:‏ وسمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه، وهذا العرق ممتد من مفصل الورك، وينتهي إلى آخر القدم وراء الكعب من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر‏.‏
    وأما المعنى الطبي‏:‏ فقد تقدم أن كلام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نوعان‏:‏ أحدهما‏:‏ عام بحسب الأزمان، والأماكن، والأشخاص، والأحوال‏.‏
    والثاني‏:‏ خاص بحسب هذه الأمور أو بضعها، وهذا من هذا القسم، فإن هذا خطاب للعرب، وأهل الحجاز، ومن جاورهم، ولا سيما أعراب البوادي، فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم، فإن هذا المرض يحدث من يبس، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة، فعلاجها بالإسهال والألية فيها الخاصيتان‏:‏ الإنضاج، والتليين، ففيها الإنضاج، والإخراج‏.‏ وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين، وفي تعيين الشاة الأعرابية لقلة فضولها، وصغر مقدارها، ولطف جوهرها، وخاصية مرعاها لأنها ترعى أعشاب البر الحارة، كالشيح، والقيصوم، ونحوهما، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان، صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذيه بها، ويكسبها مزاجًا ألطف منها، ولا سيما الألية، وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم، ولكن الخاصية التي في الألية من الإنضاج والتليين لا توجد في اللبن، وهذا كما تقدم أن أدوية غالب الأمم والبوادي هي الأدوية المفردة، وعليه أطباء الهند‏.‏
    وأما الروم واليونان، فيعتنون بالمركبة، وهم متفقون كلهم على أن من مهارة الطبيب أن يداوي بالغذاء، فإن عجز فبالمفرد، فإن عجز، فبما كان أقل تركيبًا‏.‏
    وقد تقدم أن غالب عادات العرب وأهل البوادي الأمراض البسيطة، فالأدوية البسيطة تناسبها، وهذا لبساطة أغذيتهم في الغالب‏.‏ وأما الأمراض المركبة، فغالبًا ما تحدث عن تركيب الأغذية وتنوعها واختلافها، فاختيرت لها الأدوية المركبة، والله تعالى أعلم‏.‏


    فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج يبس الطبع


    واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه روى الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه من حديث أسماء بنت عميس، قالت‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏بماذا كنت تستمشين‏؟‏ قالت‏:‏ بالشبرم، قال‏:‏ حار جار، قالت‏:‏ ثم استمشيت بالسنا، فقال‏:‏ لو كان شيء يشفي من الموت لكان السنا‏)‏‏.‏
    وفي سنن ابن ماجه عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال‏:‏ سمعت عبد الله بن أم حرام، وكان قد صلى مع رسول الله ـ صلى الله وسلم ـ القبلتين يقول‏:‏ سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام، قيل‏:‏ يا رسول الله ‏!‏ وما السام‏؟‏ قال‏:‏ الموت‏)‏‏.‏
    قوله‏:‏ بماذا كنت تستمشين‏؟‏ أي‏:‏ تلينين الطبع حتى يمشي ولا يصير بمنزلة الواقف، فيؤذي باحتباس النجو، ولهذا سمي الدواء المسهل مشيًا على وزن فعيل‏.‏ وقيل‏:‏ لأن المسهول يكثر المشي والإختلاف للحاجة وقد روي‏:‏ بماذا تستشفين‏؟‏ فقالت‏:‏ بالشبرم، وهو من جملة الأدوية اليتوعية، وهو قشر عرق شجرة، وهو حار يابس في الدرجة الرابعة، وأجوده المائل إلى الحمرة، الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف، وبالجملة فهو من الأدوية التي أوصى الأطباء بترك استعمالها لخطرها، وفرط إسهالها‏.‏
    وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ حار جار ويروى‏:‏ حار يار، قال أبو عبيد‏:‏ وأكثر كلامهم بالياء‏.‏ قلت‏:‏ وفيه قولان، أحدهما‏:‏ أن الحار الجار بالجيم‏:‏ الشديد الإسهال، فوصفه بالحرارة، وشدة الإسهال وكذلك هو، قاله أبو حنيفة الدينوري‏.‏
    والثاني ـ وهو الصواب ـ أن هذا من الإتباع الذي يقصد به تأكيد الأول، ويكون بين التأكيد اللفظي والمعنوي، ولهذا يراعون فيه إتباعه في أكثر حروفه، كقولهم‏:‏ حسن بسن، أي‏:‏ كامل الحسن، وقولهم‏:‏ حسن قسن بالقاف، ومنه شيطان ليطان، وحار جار، مع أن في الجار معنى آخر، وهو الذي يجر الشيء الذي يصيبه من شدة حرارته وجذبه له، كأنه ينزعه ويسلخه‏.‏ ويار‏:‏ إما لغة في جار، كقولهم‏:‏ صهري وصهريج، والصهاري والصهاريج، وإما إتباع مستقل‏.‏
    وأما السنا، ففيه لغتان‏:‏ المد والقصر، وهو نبت حجازي أفضله المكي، وهو دواء شريف مأمون الغائلة، قريب من الإعتدال، حار يابس فى الدرجة الأولى، يسهل الصفراء والسوداء، ويقوي جرم القلب، وهذه فضيلة شريفة فيه، وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي، ومن الشقاق العارض في البدن، ويفتح العضل وينفع من انتشار الشعر، ومن القمل والصداع العتيق، والجرب، والبثور، والحكة، والصرع، وشرب مائه مطبوخًا أصلح من شربه مدقوقًا، ومقدار الشربة منه ثلاثة دراهم، ومن مائه خمسة دراهم، وإن طبخ معه شيء من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنزوع العجم، كان أصلح‏.‏
    قال الرازي‏:‏ السناء والشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة، وينفعان من الجرب والحكة، والشربة من كل واحد منهما من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم‏.‏
    وأما السنوت ففيه ثمانية أقوال، أحدها‏:‏ أنه العسل‏.‏ والثاني‏:‏ أنه رب عكة السمن يخرج خططًا سوداء على السمن، حكاهما عمرو بن بكر السكسكي‏.‏ الثالث‏:‏ أنه حب يشبه الكمون وليس به، قاله ابن الأعرابي‏.‏
    الرابع‏:‏ أنه الكمون الكرماني‏.‏ الخامس‏:‏ أنه الرازيانج‏.‏ حكاهما أبو حنيفة الدينوري عن بعض الأعراب‏.‏ السادس‏:‏ أنه الشبت‏.‏ السابع‏:‏ أنه التمر حكاهما أبو بكر بن السنى الحافظ‏.‏ الثامن‏:‏ أنه العسل الذي يكون في زقاق السمن، حكاه عبد اللطيف البغدادي‏.‏ قال بعض الأطباء‏:‏ وهذا أجدر بالمعنى، وأقرب إلى الصواب، أي‏:‏ يخلط السناء مدقوقًا بالعسل المخالط للسمن، ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردًا لما في العسل والسمن من إصلاح السنا، وإعانته له على الإسهال‏.‏ والله أعلم‏.‏
    وقد روى الترمذي وغيره من حديث ابن عباس يرفعه‏:‏ ‏(‏إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي‏)‏ والمشي‏:‏ هو الذي يمشي الطبع ويلينه ويسهل خروج الخارج‏.‏


    فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج حكة الجسم وما يولد القمل


    في الصحيحين من حديث قتادة، ‏(‏عن أنس بن مالك قال‏:‏ رخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما في لبس الحرير لحكة كانت بهما‏)‏‏.‏
    وفي رواية‏:‏ ‏(أ‏ن عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما، شكوا القمل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزاة لهما، فرخص لهما في قمص الحرير، ورأيته عليهما‏)‏‏.‏
    هذا الحديث يتعلق به أمران‏:‏ أحدهما‏:‏ فقهي، والآخر طبي‏.‏
    فأما الفقهي‏:‏ فالذي استقرت عليه سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إباحة الحرير للنساء مطلقًا، وتحريمه على الرجال إلا لحاجة ومصلحة راجحة، فالحاجة إما من شدة البرد، ولا يجد غيره، أو لا يجد سترة سواه‏.‏ ومنها‏:‏ لباسه للجرب، والمرض، والحكة، وكثرة القمل كما دل عليه حديث أنس هذا الصحيح‏.‏
    والجواز‏:‏ أصح الروايتين عن الإمام أحمد، وأصح قولي الشافعي، إذ الأصل عدم التخصيص، والرخصة إذا ثبتت في حق بعض الأمة لمعنى تعدت إلى كل من وجد فيه ذلك المعنى، إذ الحكم يعم بعموم سببه‏.‏
    ومن منع منه، قال‏:‏ أحاديث التحريم عامة، وأحاديث الرخصة يحتمل اختصاصها بعبد الرحمن بن عوف والزبير، ويحتمل تعديها إلى غيرهما‏.‏ وإذا احتمل الأمران، كان الأخذ بالعموم أولى، ولهذا قال بعض الرواة في هذا الحديث‏:‏ فلا أدري أبلغت الرخصة من بعدهما، أم لا‏؟‏
    والصحيح‏:‏ عموم الرخصة، فإنه عرف خطاب الشرع في ذلك ما لم يصرح بالتخصيص، وعدم إلحاق غير من رخص له أولًا به، كقوله لأبي بردة في تضحيته بالجذعة من المعز‏:‏ ‏(‏تجزيك ولن تجزي عن أحد بعدك‏)‏ وكقوله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نكاح من وهبت نفسها له‏:‏ ‏(‏خالصة لك من دون المؤمنين‏)‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 50‏]‏‏.‏
    وتحريم الحرير‏:‏ إنما كان سدًا للذريعة، ولهذا أبيح للنساء، وللحاجة، والمصلحة الراجحة، وهذه قاعدة ما حرم لسد الذرائع، فإنه يباح عند الحاجة والمصلحة الراجحة، كما حرم النظر سدًا لذريعة الفعل، وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة والمصلحة الراجحة، وكما حرم التنفل بالصلاة في أوقات النهي سدًا لذريعة المشابهة الصورية بعباد الشمس، وأبيحت للمصلحة الراجحة، وكما حرم ربا الفضل سدًا لذريقة ربا النسيئة، وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة من العرايا، وقد أشبعنا الكلام فيما يحل ويحرم من لباس الحرير في كتاب التحبير لما يحل ويحرم من لباس الحرير‏

    فصل‏:‏ وأما الأمر الطبي


    ‏‏ فهو أن الحرير من الأدوية المتخذة من الحيوان، ولذلك يعد في الأدوية الحيوانية، لأن مخرجه من الحيوان، وهو كثير المنافع، جليل الموقع، ومن خاصيته تقوية القلب، وتفريحه، والنفع من كثير من أمراضه، ومن غلبة المرة السوداء، والأدواء الحادثة عنها، وهو مقو للبصر إذا اكتحل به، والخام منه ـ وهو المستعمل في صناعة الطب ـ حار يابس في الدرجة الأولى‏.‏ وقيل‏:‏ حار رطب فيها‏:‏ وقيل‏:‏ معتدل‏.‏ وإذا اتخذ منه ملبوس كان معتدل الحرارة في مزاجه، مسخنًا للبدن، وربما برد البدن بتسمينه إياه‏.‏
    قال الرازي‏:‏ الإبريسم أسخن من الكتان، وأبرد من القطن، يربى اللحم، وكل لباس خشن، فإنه يهزل، ويصلب البشرة وبالعكس‏.‏ قلت‏:‏ والملابس ثلاثة أقسام‏:‏ قسم يسخن البدن ويدفئه، وقسم يدفئه ولا يسخنه، وقسم لا يسخنه ولا يدفئه، وليس هناك ما يسخنه ولا يدفئه، إذ ما يسخنه فهو أولى بتدفئته، فملابس الأوبار والأصواف تسخن وتدفئ، و ملابس الكتان والحرير والقطن تدفئ ولا تسخن، فثياب الكتان باردة يابسة، وثياب الصوف حارة يابسة، وثياب القطن معتدلة الحرارة، وثياب الحرير ألين من القطن وأقل حرارة منه‏.‏
    قال صاحب المنهاج‏:‏ ولبسه لا يسخن كالقطن، بل هو معتدل، كل لباس أملس صقيل، فإنه أقل إسخانًا للبدن، وأقل عونًا في تحلل ما يتحلل منه، وأحرى أن يلبس في الصيف، وفي البلاد الحارة‏.‏ ولما كانت ثياب الحرير كذلك، وليس فيها شيء من اليبس والخشونة الكائين في غيرها، صارت نافعة من الحكة، إذ الحكة لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة، فلذلك رخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للزبير وعبد الرحمن في لباس الحرير لمداواة الحكة، وثياب الحرير أبعد عن تولد القمل فيها، إذ كان مزاجها مخالفًا لمزاج ما يتولد منه القمل‏.‏
    وأما القسم الذي لا يدفئ ولا يسخن، فالمتخذ من الحديد والرصاص، والخشب والتراب، ونحوها، فإن قيل‏:‏ فإذا كان لباس الحرير أعدل اللباس وأوفقه للبدن، فلماذا حرمته الشريعة الكاملة الفاضلة التي أباحت الطيبات، وحرمت الخبائث‏؟‏
    قيل‏:‏ هذا السؤال يجيب عنه كل طائفة من طوائف المسلمين بجواب، فمنكرو الحكم والتعليل لما رفعت قاعدة التعليل من أصلها لم يحتاجوا إلى جواب عن هذا السؤال‏.‏
    ومثبتو التعليل والحكم ـ وهم الأكثرون ـ منهم من يجيب عن هذا بأن الشريعة حرمته لتصبر النفوس عنه، وتتركه لله، فتثاب على ذلك لا سيما ولها عوض عنه بغيره‏.‏
    ومنهم من يجيب عنه بأنه خلق في الأصل للنساء، كالحلية بالذهب، فحرم على الرجال لما فيه من مفسدة تشبه الرجال بالنساء، ومنهم من قال‏:‏ حرم لما يورثه من الفخر والخيلاء والعجب‏.‏ ومنهم من قال‏:‏ حرم لما يورثه بملامسته للبدن من الأنوثة والتخنث، وضد الشهامة والرجولة، فإن لبسه يكسب القلب صفة من صفات الإناث، ولهذا لا تكاد تجد من يلبسه في الأكثر إلا وعلى شمائله من التخنث والتأنث، والرخاوة ما لا يخفى، حتى لو كان من أشهم الناس وأكثرهم فحولية ورجولية، فلا بد أن ينقصه لبس الحرير منها، وإن لم يذهبها، ومن غلظت طباعه وكثفت عن فهم هذا، فليسلم للشارع الحكيم، ولهذا كان أصح القولين‏:‏ أنه يحرم على الولي أن يلبسه الصبي لما ينشأ عليه من صفات أهل التأنيث‏.‏
    وقد روى النسائي من حديث أبي موسى الأشعري، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏إن الله أحل لإناث أمتي الحرير والذهب، وحرمه على ذكورها‏)‏‏.‏ وفي لفظ‏:‏ ‏(‏حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم‏)‏‏.‏
    وفي صحيح البخاري عن حذيفة قال‏:‏ نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن لبس الحرير والديباج، وأن يجلس عليه، وقال‏:‏ ‏(‏و لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة‏)‏‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 3:13 pm